ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة

ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة من الأمور التي تهم كل من يسعى للتبحر في علم تفسير القرآن، إذ تحمل تلك السورة العديد من الحكايات والأخبار التي أنزلها الله على عباده، وفي ذلك الجزء توجد العديد من العبر والعظات التي سنتعرف عليها عبر موقع مرحبا من خلال المقال التالي حيث التفصيل والتدقيق في جميع آيات هذا الجزء.

ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة

إن سورة البقرة هي أكبر السور التي توجد في القرآن الكريم ولها فضل عظيم، إذ قيل عنها في أخذها بركة وفي تركها حسرة، وسوف نعرض لكم الآن المخلص الخاص بالجزء الثالث منها، والذي يتمثل في الآتي:

1- الآيات من 253 ــ 263

نبدأ ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة بقوله تعالى:

{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ … (253)}

وتنتهي عند قوله:

{…قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)}.  

توضح تلك الآيات أن هناك بعض الرسل الذين تم تفضيلهم عن البعض الآخر وعن بعض الناس، وذكر العديد من الأمور التي تخص صفاتهم والأمور التي أنعم عليهم بها، فمنهم موسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام حيث تحدث إليهم الله عز وجل.

بالإضافة إلى أنه زود نبيه عيسى عليه السلام بالحجج والبيانات التي عرضها على بني إسرائيل، كما أنه ثبته من خلال جبريل عليه السلام، كما أن الله يأمر عباده بالإنفاق في سبيله وفي سبيل عمل الخير وذلك للحصول على الثواب الذي سيحتاجونه في الوقت الذي يوجد شخص ينفعه يوم الحساب.

ذكرت آية الكرسي التي لها فضل عظيم على الأشخاص، كما تبين الآيات أنه لا يوجد إرغام على الدخول في الدين الإسلامي، فالناس يظهر أمامهم الصواب من الخطأ والحق من الباطل وهم من لهم الاختيار في النهاية.

يهدي الله الأشخاص الذين يتبعونه ويمتثلون لأوامره ويخرجهم من طرق الشر إلى طرق الخير، إذ تحكي الآية عن الرجل الذي طلب الحجة من إبراهيم عليه السلام وكان يريد أن يستدل على وجود الله.

تحكي الآية رغبة سيدنا إبراهيم في الترقي من علم اليقين إلى عين اليقين في قدرة الله وعظمته في إحياء الموتى وذلك ليطمئن قلبه.

ضرب الله المثل في تلك الآيات بالأشخاص الذين يسارعون في إنفاق أموالهم ابتغاء مرضاة الله وأن الله يزيد الرزق لمن يفعل ذلك، كما أنه يزيد المدح في الأشخاص الذين ينفقون دون أن يعلموا أحد غير الله.

اقرأ أيضًا: المتشابهات في سورة البقرة

2- الآيات من 264 ــ 273

تلك الآيات التي تبدأ بقوله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)…} وتنتهي عند قوله:

{…لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)}

توضح العديد من الأمور التي من أهمها نصيحة المسلمين في عدم إبطال الصدقة التي يخرجونها بالحديث عنها أو التفاخر بها أمام الناس، بالإضافة إلى أنه شبه من يفعل ذلك بالصخر الأملس الذي يوجد به الرمل، على الجانب الآخر وضح صفات الأشخاص الذين ينفقون للحصول على رضا الله فقط.

شبه الله الأشخاص الذين ينفقون أموالهم لغير مرضاة الله بالبستان الذي يوجد به الأعناب والنخيل وله أولاد صغار وقامت الرياح بحرق البستان، وذلك لكي يعرفون قيمة ما فعلوه.

تتحدث تلك الآيات عن الصدقة التي يجب المداومة عليها من كل ما أوتي الشخص من الفضة والذهب، كما يجب الاعتدال في المال الحلال والبعد عن المال الحرام.

يحذر الله من اتباع الشيطان إذ يعد الناس بالفقر ويأمرهم بفعل الفواحش التي سيحاسب عليها الله يوم القيامة، ولكن الله يعد المسلمون الجنة والمغفرة إذا اتبعوا أوامره.

يخبر الله المسلمين أنه يعلم كل الأمور التي يفعلها الناس سواء الخير أو الشر، ويجب عليهم عدم اتباع الظالمين لئلا نصير لهم، كما يوضح الله أن إخفاء الصدقات التي يخرجها الناس أفضل من إظهارها للعلن.

يحكي الله عن المهاجرين الذي هاجروا مع الرسول من مكة إلى المدينة للتخلص من أذى المشركين وأن لا أحد يعلم بحالهم إلا الله.

اقرأ أيضًا: ملخص الجزء الأول من سورة البقرة

3- الآيات من 274 ــ 283

تبدأ تلك الآيات بقوله تعالى:

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)} وتنتهي عند قوله تعالى: {…وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ ۖ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)}

وفيها يمدح الله الناس الذين دائمون الإنفاق في سبيل الله في كل وقت للحصول على الثواب والفوز بالجنة، على الجانب الآخر تحدث الله عن الأشخاص الذين يأكلون المال الحرام ويتاجرون بالربا لهم عذاب مهين يوم القيامة.

يزيد الله المدح في المؤمنين الذين يفعلون الخير وينتهون عن الفحشاء والمنكر ويوعدهم الله بالخير الجنة، يحذر الله الأشخاص الذين يأكلون الربا من العذاب.

يأمر الله المؤمنين بالصبر على ما أصابهم من أمور صعبة وأن الصدقة هي المخلص لهم من تلك الأمور، يزيد الله الحذر لهم ويعلمهم أنهم سيقفوا بين يدي الله للحساب على ما فعلوا، خصص الله آية كاملة للحديث عن الدين وكيفية قضائه والاستشهاد عليه.

4- الآيات من 284 ــ 286

في تلك الآيات الكريمة:

{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ… لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

يخبر الله الخلق أنه ملك الأرض والسماء ويعلم ما يجري بينهم، فهو من له السلطة والقدرة على إنزال العذاب على الخلق وله القدرة على المغفرة لمن يشاء من عباده.

في الآيتين الأخيرتين من السورة ذكر لها فضل عظيم، حيث يوضح أن الرسول الكريم آمن بكل ما أنزل عليه من كتب ومن رسل آخرين وملائكة، ويقول الله إنه لا يكلف نفسًا فوق الطاقة التي خلق بها فالله حين يأمر الخلق بأمر ما يعلم أنهم قادرين على القيام به.

ويذكر أن هناك العديد من الناس يطلبون من الله المغفرة والثواب، كما أنهم يتبرون ممن كانوا قبلهم الذين لا يمتثلون لأوامر الله عز وجل، ولا يريدون أن يعذبوا مثلهم في الآخرة، وبهذا نكون قد وضحنا ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة.

اقرأ أيضًا: ملخص الجزء الثاني من سورة البقرة

الموضوعات التي تناولتها سورة البقرة

في إطار الحديث عن ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة، لا بد من الاطلاع على الموضوعات التي تمت مناقشتها في تلك السورة، وهي من الأمور الهامة التي تتعلق بالآتي:

  • الوقوف على أصول الدين الإسلامي والفروع التي بنيت على التوحيد.
  • وضحت أركان الإسلام وكيفية أدائها.
  • تناولت السورة كيف بدأ الخلق وكيف تكون.
  • وضحت أحوال أهل الكتاب والمنافقين والمشركين.
  • عرضت كل ما يتعلق بالأحوال المالية والأمور الزوجية.
  • من أهم ما عرضته السورة هو أحكام القتال.
  • وضحت الأجزاء الأولى من الآيات تصنيف بعض البشر.
  • عرضت الطريق الذي يجب أن يسلكه الأشخاص في الحياة وهو طريق التقوى.
  • دعت السورة الناس إلى الدخول في الإسلام والتعرف على شرائعه.
  • طرحت القضايا التي تختص بالمال والنظم الاقتصادية التي يمكن اتباعها.
  • شددت السورة على إلزام الطاعة والسمع والإسراع إلى التوبة.
  • ذكرت تاريخ أهل الكتاب وهم اليهود وناقشت كل العقائد التي كانوا يتبنوها وأنهم أعرضوا عن نعم الله.
  • شرحت أصناف الناس بصورة مفصلة سواء المتقون أو الكافرون أو المنافقون.
  • تحدثت السورة عن بعض الأحكام التي يسير عليها المسلمون حتى الآن وهي أحكام القصاص والصيام، والوصية، والاعتكاف، والتحذير من أكل حقوق الناس.
  • شرحت بصورة مفصلة الحج والعمرة، الأهلة، المحرمات مثل الخمر والميسر.
  • وضعت أحكام الطلاق والعدة والرضاع.
  • وضعت الضوابط التي تتعلق بالدين والاستشهاد والاستيثاق في الدين، والربا وأحكام البيع.

معلومات عن سورة البقرة

بعد أن تعرفنا على ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة، لا يمكن الحديث عن مخلص الجزء الأخير من السورة بدون التعرف على المعلومات المتعلقة بها، والتي تتمثل في الآتي:

  • تعتبر هي السورة الأولى في ترتيب السور ذات الآيات الطويلة.
  • هي السورة التي تأتي في الترتيب الثاني في سور القرآن الكريم.
  • تعتبر من السور المدنية التي نزلت على الرسول في المدينة المنورة.
  • عدد آيات سورة البقرة 286 آية.
  • يقول المفسرون إن السورة نزلت بأكملها في المدين ما عدا الآية 281 التي نزلت في مكة في حجة الوداع وهي: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{[البقرة:281].
  • سبب تسميتها بذلك الاسم يعود إلى ذكر القصة الشهيرة لحادثة القتل التي وقعت عند بني إسرائيل في زمن نبي الله موسى عليه السلام.
  • سميت سورة البقرة بفسطاط القرآن وذلك لما ورد بها من أحكام وعبرات، بالإضافة إلى عظمتها وكثرة فضائلها.
  • تعتبر هي السورة التالية لفاتحة الكتاب والتي تسبق سورة آل عمران التي تتحدث عن النصارى.
  • تعد سورة البقرة من الحجج التي أقيمت على النصارى واليهود سواء.

اقرأ أيضًا: قصتي مع قراءة سورة البقرة يوميا

فضل سورة البقرة

مع ذكر ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة، تجدر الإشارة إلى الأفضال التي يمكن أن يحصل عليها الشخص من تلك السورة العظيمة، والتي تتضح في الآتي:

  • التحصين من غواية الشياطين وضلالهم.
  • الحصول على البركة في كل شيء عند المداومة على قراءتها.
  • تجلب للمسلم جبل من الحسنات.
  • تجعل الشخص يحصل على الشفاعة يوم القيامة.
  • توجد بها آية الكرسي التي تقي الشخص من أي شياطين سواء الإنس أو الجن.
  • تبطل العين والسحر والحسد والمس.
  • تهدي الشخص إلى الصراط المستقيم، وذلك في خواتيم سورة البقرة.
  • تجعل للإنسان نور في الدنيا.
  • من السور التي لها فضل كبير حين يقيم بها الشخص الليل.

تعد سورة البقرة من أعظم السور التي نزلت على رسولنا الكريم، حيث يوجد بها كل الأحكام والضوابط التي نعيش بها حتى الآن، ولكن ملخص الجزء الثالث من سورة البقرة يوجد به العديد من العبر والعظات.