تجربتي مع سورة البقرة للزواج من شخص أحبه
من منا لا يملك قصة مؤثرة مع واحدة أو أكثر من سور القرآن الكريم، من الذي لا توجد له تفاصيل في غاية الجمال هي ما عملت على ترسيخ روح اليقين والإيمان في الله عزّ وجل بمجرد حدوثها، وبما أنني كنت واحدة من ضمن هؤلاء الذين لديهم قصص يجب أن تُحكى جئت أقصّ تجربتي مع سورة البقرة للزواج من شخص أحبه.
تجربتي مع سورة البقرة للزواج من شخص أحبه
بدأت قصتي منذ سنواتٍ قصيرة حينما كنت فتاة بسيطة الطباع، لديّ من الطموحات ما هي كثيرة وكنت أسعى إليه بكل ما أُوتيت من قوة، والتي كان من بينها حلم دفين في قلبي وهو تكوين أسرة مع زوجٍ صالح وإنجاب الذرية الصالحة وأن يكون بيتي بيتًا يرضى الله عنه وعمن فيه.
وبكل تأكيد سعيي هنا كان متمثل في الدعاء لله عزّ وجل، حتى جاء يومٌ دون أن أدري أو احتسب وذهبت إلى مكانٍ ما لقضاء غرضٍ ورأيت فيه شابًا احتسبت فيه الصلاح والتقوى وكان هو المنوط بقضاء حاجتي تلك، وأكثر ما لفت نظري أنه كان مهذبًا لدرجة كبيرة؛ فكان يغضّ عني وغيري من النساء بصره، صوته منخفض وأسلوبه يغلب عليه طابع الاحترام.
كيف بدأت قصتي مع سورة البقرة لقضاء الحاجة
أتابع معكم وأخبركم أنني في العادة وبفضل الله علاقاتي مع الجنس الآخر محدودة وبحدودٍ حاسمة فلا أتعامل معهم إلا لحاجة، كما أنني بقدر الإمكان أحاول أن أغض بصري ولا أفتح لقلبي مجال ليميل إلى أيٍ من كان.
لكنني فوجئت بأن هذا الشاب قد شغل حيزًا من تفكيري دون أن أدري، وفي حقيقة الأمر لا يمكنني أن أصف هذا بالحب لأننا لا نعرف بعضنا، ولكن من الممكن أن أصفه بالإعجاب بتفاصيل شخصيته التي ظهرت لي آنذاك، ولكي أخرج من حيرتي تلك وأنجو بقلبي من فخ أي فتنة لجأت إلى مولاي وبدأت أقرأ سورة البقرة بنية قضاء الحاجة.
وِرد سورة البقرة لقضاء الحاجة
أريد أن أخبركم أن علاقتي بسورة البقرة لم تكن وليدة هذا الموقف؛ ولكن بفضل الله وحده قد جعل فيها سببًا لخيراتٍ عديدة وهبها إياي، ومن أجل ذلك رغبت في أن تكون سببًا في هذا الأمر أيضًا بإذنه، فكنت أقرأها بشكلٍ يومي بحيث أقسّم آياتها من بعد الصلوات الفرائض حتى أتمكن من إنهائها.
وبعدها كنت أتضرع إلى الله عز وجل بالدعاء الجزيل أن يختار لي الخير ولا يخيرني، أن يلهمني الصواب في أمري، وإن كان في هذا الشاب نصيبًا وخيرًا لي فليقرب بيننا المسافات وإن كان فيه شرًا فليبعدني عنه ويبعده عن عقلي ويحفظني من الفتن.
ثمار سورة البقرة في أمر زواجي
حسنًا على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبًا بعض الشيء على كثيرٍ من الناس، إلا أنني نفسي لم أصدق حالي عندما اضطررت أن أذهب إلى ذات المكان الذي فيه يعمل الشاب لكي استكمل إجراءات الأمر الذي كان سبب ذهابي إليه، وما إن انتهى من عمله وقبل رحيلي فوجئت به يُحدثني على استيحاء يطلب مني رقم هاتف والدي.
لم أدرِ طريقة التصرف السليم ولكنني لم أطل الحديث وأعطيته إياه دون أن اتحدث من التوتر والخجل وحتى لا أعلم لما فعلت ذلك، والآن أكتب لكم وأنا زوجته وفي بيته حيث إنه تقدّم لي وتزوجنا خلال فترة قصيرة جدًا بفضل الله وكرمه عليّ بسورة البقرة.
أخيرًا وبعدما قمت بعرض الجوانب التي رغبت في الكشف عنه فيما يخص سورة البقرة وكيف جعلها الله سببًا في قصة زواجي، أخبركم أننا كمسلمين يجب ألا نعلق الأمل إلا في الله سبحانه، أننا نحاول أن نستغل كل طريق يُوصلنا إليه وأن نكون مؤمنين بأنه حكيم، خبير وقدير لما يفعل سواءً كانت أقداره متوافقة على رغباتنا أو دون ذلك.
تعليقات