هل يجوز الصلاة بعد معاشرة الزوجة دون اغتسال

هل يجوز الصلاة بعد معاشرة الزوجة دون اغتسال؟ وهل يجب الغسل عند تلامس الأعضاء التناسلية فقط دون إيلاج؟ نظرًا إلى أن الإسلام لم يترك شيء إلا ووضع له ضوابط وأحكام شرعية فسنهتم اليوم من خلال موقع مرحبا بالتعرف إلى حكم الاغتسال بعد معاشرة الزوجة، وسنجيب عن أبرز الأسئلة المتعلقة بالأمر نفسه.

هل يجوز الصلاة بعد معاشرة الزوجة دون اغتسال

من موجبات الاغتسال هي معاشرة الزوجة، ولا تجوز الصلاة على جنابة، والمقصود بالجنابة الإفرازات الناتجة عن الجماع أو الاحتلام، ولذا يستوجب الغسل أولًا ومن ثمَّ الصلاة، والجدير بالذكر أن الإنسان الذي يصلي على جنب يكون قد ارتكب أكبر الذنوب.

لذا يجب أن يقوم الإنسان بالاغتسال ولا يذهب إلى الصلاة هكذا، وإذا لم يكن في مكان اغتسال فعليه أن يذهب لمكان آخر لكي يغتسل حتى ولو تأخر عن عمل أو دراسة وخلافه.

جاء في فتوى عدم جواز الصلاة بدون طهارة قول الشيخ ابن تيمية:

“الطهارة من الجنابة فرض، ليس لأحدٍ أن يصلي جُنُباً، ولا محدثا حتى يتطهر، ومَن صلَّى بغير طهارة شرعية مستحلا لذلك فهو كافر، ولو لم يستحل ذلك، فقد اختلف في كفره، وهو مستحق للعقوبة الغليظة“.

كما جاء قول النووي في شرح صحيح مسلم ليقول:

“ولو صلى محدثا متعمدا بلا عذر أثم، ولا يكفر عندنا وعند الجماهير، وحكي عن أبي حنيفة -رحمه الله تعالى- أنه يكفر لتلاعبه“

فالصلاة من شُروطها الوضوء، ولا يصح الوضوء على غير طهارة، ما يعني أن الصلاة تبطل.

كل هذا جاء بالاستناد إلى قول الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} [المائدة: 6].

بالإضافة لقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “لا تقبل صلاة بغير طهور” حديث صحيح، رواه مسلم.

حكم الصلاة على جنابة

في إطار الإجابة عن سؤال هل يجوز الصلاة بعد معاشرة الزوجة دون اغتسال، نجد أن أجمع العلماء على أن من يترك شرطًا من شروط صحة الصلاة فلا تصح صلاته، فكما لا يجوز الصلاة دون وضوء لا يجوز الصلاة على جنابة، حيث إن التطهر شرط من شروط الصلاة، ومن أدى صلاة دون طهارة فعليه أن يقضيها.

بالنسبة لقضاء هذه الصلوات فأجمع العلماء على أنه يجب أن يتم تجميعها، ثُم العمل على صلاتها بالترتيب، وذلك من خلال صلاة كل فرض مع فرضه أو أن يقوم بصلاة فروض يوم كامل متتابعة، وألا يصلي النافلة.

أشار جمهور آخر من العلماء بعدم وجوب قضاء الصلوات التي لم تتوافر فيها شروط الطهارة، وذلك لأنها تكون باطلة ويكون معذور بجهله، والله عز وجل يرفع عن الأمة الخطأ بجهالة.

تجدر الإشارة إلى أن الرأي الأول هو الأحوط وذلك تجنبًا للوقوع في الخطأ فيكون هو الأبرأ للذمة، ولذا من الأفضل أن يقوم الإنسان بمعرفة الصلوات ويقوم بقضائها على النحو المذكور سالفًا.

ما حكم تأخير الغسل من الجنابة للصباح

ورد هذا السؤال مع سؤال هل يجوز الصلاة بعد معاشرة الزوجة دون اغتسال للجنة الفتاوى وكانت الإجابة عن هذا السؤال متمثلة في أنه يجب المسارعة إلى الاغتسال بعد الجماع، فلا يجوز للإنسان أن يأكل أو يشرب وهو على جنب.

لذا يجب على المسلم أن يغسل فرجه ويتوضأ وضوءًا كوضوء الصلاة، وذلك لما ورد في الحديث الشريف أن:

“عَن عائشةَ أنَّها كانت تقولُ: إذا أصابَ أحدُكُمُ المرأةَ ثمَّ أرادَ أن يَنامَ فلا يَنامُ حتَّى يتوضَّأَ وضوءَهُ للصَّلاةِ” حديث صحيح.

هل يمكن الصلاة بالثوب المصاب بجنابة

في سياق معرفة إجابة سؤال هل يجوز الصلاة بعد معاشرة الزوجة دون اغتسال، سنجيب عن سؤال آخر متعلق بالجنابة، ألا وهو هل الصلاة بالثوب المصاب بالمني أمر جائز؟

نجد أن العلماء أشاروا إلى أن المني المصاب به الثوب يوجد عليه خلاف ما بين طهارته وما بين عدم طهارته، ويرجع القول لمفتي الشافعية بأن المني يعتبر طاهر، وبالتالي لا مانع من الصلاة بالثوب.

لكن من الأفضل أن يتم غسل مكان المني حتى لا يكون هناك خلافة في طهارته من عدمها، فلو كان المني بالفعل نجس فتكون قد خرجت من دائرة الشكوك وتكون صلاتك صحيحة، وإن كان من الأساس طاهرًا فلا تتأثر بشيء ففي كل الأحوال تكون صلاتك مقبولة.

هل يجب الاغتسال في حالة تلامس الأعضاء التناسلية

في حالة أن يتم تلامس الأعضاء التناسلية دون أن يتم نزول المني ففي هذه الحالة تصح الصلاة دون اغتسال، وفي حالة إذا تم لمس أحد الأعضاء التناسلية دون الآخر ولم ينزل مني فلا يشترط الغسل أيًضًا.

كما جاء أنه في حالة إذا كان ناتج تلامس الأعضاء التناسلية هو نزول المذي فقط فلا يشترط الاغتسال أيضًا، ولكن يجب أن يتم غسل قضيب الذكر، وكذلك مهبل المرأة.

ما هو الفرق بين المني والمذي ومن يتطلب الطهارة

يتمثل الفرق بين المذي والمني في الجدول التالي:

كيفية الغسل من الجنابة

يمتلك الغسل من الجنابة صفتين، وهاتين الصفتين يتمثلان فيما يلي:

1- صفة الغسل الكامل

هو الذي يجمع بين الواجب والمستحب ويكون من خلال اتباع بعض الخطوات، والمتمثلة في الآتي:

1. غسل الكفين قبل إدخالهما في إناء الماء.
2. يقوم بتفريغ الماء بيمينه على شماله ويقوم بغسل الفرج.
3. يتوضأ الوضوء الكامل للصلاة، ومن الممكن أن يؤخر غسل الرجلين إلى نهاية الغسل.
4. يقوم بتفرقة الشعر إلى ثلاثة أجزاء ويتم ترويتهم بالماء حتى يفيض الماء تمامًا على الشق الأيمن ومن ثمَّ يفيض على الشق الأيسر.

الجدير بالذكر أن هذا الغسل هو الكامل والأفضل، وذلك لما ورد في حديث ابن عباس عن خالته ميمونة ـ رضي الله عنهما ـ قالت:

“أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة، فغسل كفيه مرتين أو ثلاثاً، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ به على فرجه وغسل بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكاً شديداً، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه، ثم أتيته بالمنديل فرده.” حديث صحيح.

2- صفة الغسل الواجب

هذه الصفة يتم الاعتماد فيها على شقين لكي يتم صحة الاغتسال من الجنابة، وهذين الشقين هما:

• النية حيث إن على الإنسان أن يغتسل بنية التطهر من الجنابة أو من سبب النجاسة.
• تعميم الجسد بالماء.

هل يجوز الصلاة بعد معاشرة الزوجة دون اغتسال يُعد واحدًا من الأسئلة التي تفتح آفاقًا لا حصر لها من الأسئلة، ولكنها مُفيدة، فهي تجعل الطارح أو السائل ملمًا بكل ما يخص الجنابة، وطريقة التطهر منها، وأحكامها فيما يخص الصلاة والنوم.